Digital Illustrations

كلمات لوجهك، شعر ل سهى عواد

طاردت وجهك
في أماكن لا أسماء لها،
طاردت وجهك
منذ أيّام، منذ ليالي، منذ الأزّل.
طاردت وجهك
منذ لم أعد أذكر.

طاردت وجهك
إلى أن توقّفت الطرقات
و ضاعت الوجهات.
طاردت وجهك
حتى الهذيان، حتى العصيان
حتى الاستسلام، حتى العدول...

و لكنّ،
ها إنّ عينيّ تغرقان بالدموع
و أنا أبصر محياك الآسر من جديد.
هذه الدموع أنت قدمتها لي يا ملاكي الداكن،
ألا نذكرها؟!
براّقة، خام قلت لي انّها ستبقى كذلك إلى الأبد.
براّقة، خام لأنّها الدموع الأولى... الدموع الأصيلة.
ألا تذكرّ طعمها المالح الناعم؟!
هديّة مخلص كئيب، فعل توبة و غفران.

كنت و ستبقى حارس الشرنقة الأزليّ،
دعني أهرب إليك،
دعني أعود إلى الرحم الأوّل،
ها إنّ الريح تعصف بي هنا
و جسدي يكره الرياح، تذكره بهيكله الخالي.
ها إنّ الطريق تنقطع بي هنا
و روحي تخاف الطرق المسدودة، مصيدة للأرواح البريئة.

دعني أدخل مملكتك السوداء،
دعني أرى ثمار حديقتك السريّة،
أعدك لن أخبر أحدًا.
سنبقي أسرارنا داخل التفاحة في أعلى الشجرة.

أقف على عتبة بوّابتك الحديديّة الصدئة،
أقف مستعطية مكان دافئ في سريرك،
رجائي الدخول، أترجمه شموعًا أحملها بيدي
نضيئها سويّة اذا أردت،
نشاهدها تذوب بصمت شهيدة ايمانها الدفين بالقيامة.
فقط دعني أدخل
لأقوم من جديد.
كانون الثاني 2006

2d animation for a short film directed by Elie Moubarak



No comments:

Post a Comment